كتبه : ياسين سامي عبدالله
طالب المعهد الديني الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
التقوى ميزان الناس عند رب الناس
مما لا شك فيه ولا ريب بأن الناس مختلفون في أفعالهم و أقوالهم، ولكن لا بد أن يكونوا متفقين في عباداتهم وعقائدهم وفقا لما تأمرهم شريعتهم الغراء ومطابقا لما يدلهم منهجهم الصحيح المطابق للكتاب العزيز و السنة الطهراء ، لأن الناس مهما اختلفت أعراقهم و أصولهم و أجناسهم وتباينت قبائلهم ولغاتهم وألوانهم فإن الميزان الذي يوزنون به عندالله ثابت لا يتغير ولا يتزحزح، وما أدراكم ما هذا الميزان الذي لا يصيبه تغير ولا تبدل ولا تزحزح؟؟؟ ألا وهو الميزان الذي يتكون من حروف قليلة(ت+ق+ و + ى) ولكنه عندالله عظيم، كما قال تعالى: ((إن أكرمكم عندالله أتقاكم)) الحجرات.
أيها الإخوة الأعزاء والأخوات الفضليات! إن المعيار الأصيل و الوزن الجليل لقياس الناس و وزن الأنام عند الواحد الجليل يوم الهول و الندامة هو تقوى الله عز و جل في السر والعلن ، و التقوى تجعل الإنسان يسير في درب صدق و إخلاص صراط الله العزيز الحميد الذي لا عوج فيه و لا أمتا كما قال عز من قائل : ( وعلى الله قصد السبيل و منها جائر).
والتقوى زاد المؤمن من الدار الفانية الزائفة للدار الباقية الخالدة لذا حرض الله المؤمنين وأمرهم بالتزود من ذلك ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يأولي الألباب). إن التقوى إمتثال أوامر القهار في كل ما يحبه ويختار واجتناب نواهي الجبار عن كل ما يبغضه ويكره من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة في جميع مجالات الحياة و ميادين العيش، و لله دره من قول الإمام العظيم والفقيه الحكيم علي كرم الله وجهه، فما أجمل ما قال وأفاد يرشد البرايا إلى مغز التقوى ومعانيه السامية في أبلغ وأروع كلمات جديرة أن تكتب بماء الذهب بل أغلى من ذلك فقال: "التقــوى هي: 1ـ الخوف من الجليل 2ـ العمل بالتنزيل 3ـ الرضا بالقليل 4ـ الاستعداد ليوم الرحيل".
كلمات قلائل تحمل في طياتها من إرشادات خالدات ومعان ساميات تهدي إلى سواء السبيل وإلى الروح والريحان وترشد إلى نعيم الجنان ورضا الملك الديان.وقد رسم الإمام الجليل والفقيه المبجل محمد الشافعي بطريقة معبرة فقال:
تزود من التقى فإنك لا تدري | إذا جن الليل هل تعيش إلى الفجر |
فكم من صحيح مات من غير علة | وكم من سقيم عاش حينا من الدهر |
وكم من صغيريرتجي طول عمره | وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري |
No comments:
Post a Comment