Wednesday, May 18, 2011

سيد ولد عدنان عليه السلام

           كتبه:
ياسين سامي عبد الله باكستاني   
طالب المعهد الديني الثانوي قرطبة
        2005م/2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

سيد ولد عدنان عليه السلام

إن الله خلق الخلق و الكون والملكوت السموات والأراضين، الشمس و القمر، النجوم و الكواكب وكل في فلك يسبحون ، وجعل في الكون من يعمره خليفة له وهو الإنسان الذي خلقه الله بيديه من الطين اللازب و نفخ فيه من روحه تكريما له و تشريفا و فضله على سائر المخلوقات ، و كما يسر له كل سبل العيش و أهدى إلى شتى دروب الحياة فيه فكذلك أرشده إلى طرق السعادة و النجاة في الدارين ، وهداه ما ينفعه و يجديه في الحياة و الممات ، و كل ذلك عن طريق الوحي إلى الأنبياء و الرسل و إنزال الكتب و الصحف و بذلك قد هيأ الله و وفر للإنسان جميع ما يحتاجه من الضروريات ماديا و معنويا.
ولله جل علاه سنن خالدة في الخلق والكون ومن هذه السنن أنه تبارك و تقدس كلما ابتعد الناس عن التوحيد والشريعة الإلهية وغرقوا في أمواج الشرك و الأهواء الشيطانية و عاثوا في الأرض فسادا ودمارا، يرسل الرسل والنبيين وينزل الكتب والحكم عليهم كما تقتضي مشيئته تعالى ليخرجهم من ظلمات الشرك والكفر و النفاق والجهل و المعصية إلى نور التوحيد والإسلام والإيمان والعلم والطاعة.
ومما لا شك فيه أن لمولد خير البرايا و قدوم أفضل الأنام وطلوع بدر الدجى محمد المصطفى في الكائنات أهمية كبرى و منزلة عظمى لدى الإنسانية جمعاء ، فمولده ـ عليه الصلاة و السلام ـ نور و ضياء و منارة للخلائق و لسائري الدروب ، بحيث أن الكائنات كانت في هوة ظلام الشرك و العصيان والظلم و العدوان قبل ولادته ـ عليه السلام من الرحمان ـ ، كان الناس في الجاهلية في ظروف تخيم عليهم المفاسد بأنواعها المختلفة وأشكالها المتباينة ، لا يعرفون الحقوق و القوانين ، يعيشون كالبهائم و الأنعام بل هم أضل، يأكل القوي منهم الضعيف ، يئدون البنات خوفا من العار و هروبا من الفقر ، يعتبرون أن المرأة وصمة العار والذل و الهوان لا تمتلك ولا ترث بل أنها تورث مثل المال مع التركة ، الصراعات الدموية دائرة و العراكات المتعاقبة ثائرة و الخلافات العنصرية هائجة و هكذا دواليك.........
وفي هذه الأجواء المظلمة و الظروف المهلكة و الأحوال المدهشة أشرقت شمس الرحمة و الهداية ، وبدر الدجى و الشفقة و امتلأت الدنيا برمتها نورا و رحمة و عدلا و إنسانية بعد أن كانت ممتلئة من ظلام و قسوة و جور و وحشية.
كما قال أحمد شوقي:
ولد الهدى فالكائنات ضياء     وفم الزمان تبسم و ثناء
فأزال الله بهذا النور النبوي عقبات ظلام عصر الجاهلية و شق طريق الهدى و النجاة و دل إلى بر الأمان والسلامة.
وقد جعله الله تعالى قدوة حسنة للخلق أجمعين ، و زكاه كله و ألبسه إكليل الخلق وتاج الوقار في الدارين ، و إن في سيرته لخير أسوة للناس أكتعين ، و لا يوجد أحد على الإطلاق مثله من كتب الخلود و الديمومة لكل أفعاله وأقواله ، و حركاته و سكناته إلا لسيد ولد آدم عليه السلام ، وكان أفضل و أجمل و أعظم من دب على الأرض في مجالات الحياة و مطلقا : السياسية منها و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و العسكرية و النفسية و الدعوية و غير ذلك ....... ولذا عندما يؤلف و يحقق الكفار عن الشخصيات العظيمة و الرجال الأفذاذ لا يسعهم إلا أن يجعل النبي الأمي أولهم و أعلاهم و هذا هو الواقع و لا يخفى على أحد ، و ما زال الكتاب و الباحثون و المؤلفون يكتبون و يبحثون و يؤلفون عن الماحي محمد عليه السلام لأن حياته نور و ضياء لا نهاية له ، لم لا و قد رفع الله ذكره و أعلى منزلته و شق له من اسمه اسما و قرن شهادته بشهادته كلما يرفع الأذان على مر العصور و الأزمان في كل أصقاع العالم و أكنافه و قد أجاد شاعر الرسول حسان بن ثابت إذ قال:
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه         إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
و شق لــه من اسمــه ليجـــــله         فذو العرش محمود و هذا محمد
وهو ذو الحمد و المجد ، جعله الله محمودا و اسمه محمدا و أحمد ، ولواءه يوم القيامة لواء الحمد فهو عليه السلام محمود في الدنيا و الآخرة بلسان كل حي و جماد، ومن أراد أن ينال من شرفه و منزلته فكأنما يريد محالا، وهو كالذي يبصق على القمر لا يقع إلا عليه و يبقى القمر صافيا ومتلألئا و منورا.
إن النجاة و الفوز في العالمين مقترنة بالإقتداء و التأسي بالرسول الحاشر صلى الله عليه و آله وسلم تسليما كثيرا في كل الأحوال و الأزمان والأمكنة و الأعصر ، فجدير بناـ المسلمين ـ أن نغار على سيرته و ندافع الأعداء و نقاومهم عن كل ما هو من شأنه النيل من مكانته والنقص من مرتبته.
وأختم قولي بالبيت الذي سطرته في مدحه فداه نفسي وأبي وأمي وكل العالمين:
محمد نور الكون ضياءه         حبيب الورى فهو الأحمد
هذا نبينا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم,  فمن نبيكم؟؟!!







                                                                                    

No comments:

Post a Comment