Wednesday, May 18, 2011

تأملات وتفكرات في الأفراح والأتراح



  بقلم: ياسين سامي عبدالله

كلية الشريعة بجامعة الكويت

     

تأملات وتفكرات في الأفراح والأتراح

الإخوة الأعزاء ،والأخوات الفضليات!!!
هناك وقفات جليلة منسية يجب أن نتأملها بعقول مفكرة ولحظات عظيمة متجاهلة يتعين أن نعيشها بقلوب واعية، ولكن الواقع المرير يشهد علينا عكس ذلك تماما قلبا وقالبا في أغلب الأحوال وأكثر الأحيان، قل من يفكر فيها ويتذوق بحلاوتها ومرارتها وحموضتها وملوحتها، إلا من يتغمده الله تعالى بواسع رحمته وعظيم امتنانه فيوفقه لتكون له مشاعر إيمانية وأحاسيس إنسانية تجاهها ولا يمر مرور المزن والسحاب.......
فأيها القارئ النبيل والقارئة النبيلة! هيا بنا نقف قليلا للتأمل وإمعان النظر في بعض المواقف الواقعية التي نعيشها دون استيعاب وفهم في شتى مناحي الحياة التي نعيشها يوميا -ونمر مرور الكرام-
فتكون لنا:
 وقفات إيمانية.....
 وتأملات إنسانية.....
 وتفكيرات وجدانية ....
تجاهها في الأفراح والأتراح, والمنشط والمكره, لأننا إذا فكرنا في مصالحنا البحتة, وقدمنا الأنانية على التضحية, وعشنا لأنفسنا ولم نهتم بأمور بني جلدتنا وجنسنا وديننا, فهناك آلاف مؤلفة من من يمشي على أربع أو يطير بجناحين جبلت على ذلك ومفطورة عليها فحينئذ تنطبق علينا أعزكم الله (( أولئك كالأنعام بل هم أضل))....
 فإن كنا في الأفراح، فهناك إخوة لنا في الأتراح.....
 وإن كنا في الرفاهيات, فهناك إخوة لنا في المعضلات.....
 وإن كنا في السراء, فهناك إخوة لنا في الضراء.....
وإن كنا نلهث وراء الكماليات، فهناك إخوة لنا يرنون إلى الضروريات.....
وإن كنا في الرخاء ورغد العيش والدلع، فهناك إخوة لنا في الشدة والغطرسة والهلع.....
 وإن كنا في بر الأمن والإستقرار النفسي والجسدي.....
فهناك إخوة لنا في خضم أمواج متلاطمة من الظلم والتشريد.....
 وإن أقمنا حفلات ماجنة ومجالس عديدة هنيئة مريئة.....
 فهناك من يعيشون في خيام اللاجئين المشردين وملاجئ المقهورين المعوزين.....
 وإن لبسنا وأهلنا وعيالنا أجمل الثياب وأعلاها وأنفسها وأغلاها.....
 فهناك من لم يجد من الأقمشة ما يستر بها عوراته وإن كانت بالية.....
وإن كان أطفالنا يدرسون في أرقى المدارس وأفضل الجامعات....
فهناك من يعجز عن تدريسهم بل يذبح ويقتل فلذات أكبادهم جهارا ونهارا دون أي جناية ونكاية.....
 وإن أقمنا رحلات وطلعات وزيارات جميلة ومكثفة.....
 فهناك من كان في أمس حاجة إلى من يواسيه ويؤانسه.....
وإن أكلنا البوفيهات وأكلات جاهزة خفيفة وثقيلة فرنجية وعربية.....
فهناك من لم يجد لقمة عيش ما يسد بها رمق الحياة ومات جوعا....
وإن ارتوينا بشرب أنواع المشروبات الغازية الساخنة والباردة والماء الزلل....
فهناك من هو بحاجة ماسة بأن يغترف غرفة من ماء ولو كدرا حفظا على جسمه من الهزال ونفسه من الحتف.....
وأن كانت بلادنا تتمتع بنعمة الأمن والأمان وكانت رخاء سخاء.....
فهناك بلاد إسلامية تحت وطأة التوتر والمظاهرات والقصف الجوي والدمار في كل بيت بيت, دار دار, زنقة زنقة.....
وإن كنا –آمنين مطمئنين- في بلادنا, ويخرج واحد منا إلى المدرسة أو الدوام.....
فهناك من المسلمين من ترمل نساؤهم ويتيم أولادهم ويقتل شيوخهم من غير إل ولا ذمة.....
 وإن وإن وإن ..... هناك مئات (وإن)..... فهناك فهناك فهناك..... فكذلك هناك آلاف (هناك).....
 فأيها الأحبة في الله !!!
 فهلا تأملنا وأمعنا النظر في (هناك)، أم نعيش مترفين ومدلعين ومدللين بأمن ورغد ولهو ولعب بغض النظر عما يصيب إخواننا وأن نهتف بهتافات زائفة ونرفع شعارات خادعة بأننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى....
                من يهن يسهل الهوان عليه  ......   ما لجرح بميت إيلام
أفلم يأن لنا ـ المسلمين ـ أن نحاول فهم المعاني النامية والمفاهيم السامية من التواد والتراحم والتعاطف والتناغم والإنسجام والفئام والتعاضد والوئام التي هي نتاج فحوى كلام الحبيب المصطفى والرسول المجتبى عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم، ليتجسد المؤمنون في جسد واحد في المشاعر والأحاسيس ومقاسمة الهموم والغموم فيما بينهم…
 ولذا يجب ويتحتم علينا أجمعين وأكتعين أن لا ننسى إخوة لنا في الدين: شيبا وشبانا، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا في الأصقاع المعمورة ومشارق الأرض ومغاربها ولو كانت المسافة بيننا بعد المشرقين -لأننا أقرب قريب بالقلوب- بأن نشاركهم في:
 همومهم  ومصاعبهم.....
 وغمومهم ومصائبهم..... 
 وأحزانهم ومتاعبهم..... 
 وأتراحهم ونوائبهم.....
وأن نمد لهم يد العون والمساعدة، ونمد لهم بخير سلاح الذي  لا يعي أي مسلم ولا يعجز أي مؤمن ألا وهو "الدعااااااااااء".
 فحري بنا أيها الأكارم أن نتألم بآلامهم ونحزن بأحزانهم ونشعر بمشاعرهم ونستشعر بمشاكلهم السنوية منها والشهرية واليومية والساعاتية وحتى الثانية والآنية.....
 ولا نترك سلاح الدعاء أبدا بعد الصلوات وتلاوة الآيات, وفي آناء الليل وأطراف النهار, فنعم السلاح الدعاء, سلاح متوفر لكل منا ولا نحتاج إصدار التراخيص بل هو مرخص من لدن علي حكيم متعال حليم.
فهل من متمعن!!!؟؟؟


No comments:

Post a Comment