التعمير أو التدمير

التعمير أو التدمير

مما لا يخفى علينا أن الإنسان يقوم بأعمال مفرطة في الأنانية في الدنيا، ويظن أنه الوحيد الذي يعيش على الكرة الأرضية، فيقوم بتدمير كيانها وتلويث طبيعتها والقضاء على الحيوانات. فهل الإنسان مخلوق أناني بالفطرة والطبيعة؟ وهل هو وحيد له حق التصرف المطلق دون غيره على سطح الأرض؟ ولماذا يقوم بالتخريب والتدمير؟؟!! تساؤلات متعددة ومتنوعة يتمخض بعضها من بعض......

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لعبادته وخلق السموات والأرض وما فيهما لخدمته؛ لأنه جعله خليفته في هذا الكون وأمر بالعدل والعمارة والإبداع والتأمل والبناء وحذر من الإفساد في الأرض والتدمير والتشريد والتخريب مما يعود عليه وعلى صواحبه بالأضرار والسلبيات والعواقب التي لا تحمد عقباه، ولكن إلى أي مدى التزم المأمور بالعمارة بالمبادئ السامية والقيم النبيلة؟؟!! فقد فشل الإنسان بأن يسود العالم بالعدل والتعمير بل أفرط في تدمير مكوناته وقطع أعضائه بتلويث المياه من جهة، وإفساد المناخ والجو من جهة أخرى بإدارة الحروب الطاحنة الدائبة الهائجة المنتشرة كما يقوم بتلك من يدعو للسلام والأمن القومي العالمي في شتى أصقاع المعمورة كما هو الواقع الآن، فهيهات هيهات الأمن والسلام وما يقومون به من أعمال عنف وإرهاب وتشريد وإزهاق رافعين النعرات الخادعة المزخرفة من إعلان الحرب ضد الإرهاب وما شابه ذلك وتقديم مبررات مزعومة وهي في الحقيقة من الكيل بالمكيالين، وفي الحقيقة أنهم هم الإرهابيون حقا.

وتجدر الإشارة هنا أن الإنسان قام بقتل الحيوانات البريئة وأوشك على الانقراض والاندثار كما أوشك المها العربي على الاختفاء.